Take a fresh look at your lifestyle.

فضائل شهر ذي القعدة

هذه خطبة قصيرة مكتوبة عن فضل شهر ذي القعدة تكلمنا فيها فضائل شهر ذي القعدة وعظم الذنوب في شهر ذي القعدة وسنية أداء العمرة في شهر ذي القعدة وعلاقة شهر القعدة بسيدنا موسي عليه السلام .

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد؛

فضائل الأشهر الحرم التي منها شهر ذي القعدة :-

فإن شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم التي تكلم عنها الله عزّ وجل في كتابه سبحانه وتعالي فقال : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) [التوبة: 36] فمنذ أن خلق الله السموات والأرض وخلق الليل والنهار ومنذ أن إنشاء هذا الكون هناك أربعة أشهر حرم وهذه الاشهر أخبرنا بهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنه هناك ثلاثة متتاليات وواحد فرد فقَالَ -صلى الله عليه وسلم- عندما كان في حجة الوداع: “إن الزَّمَان قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ” (رواه البخاري ومسلم).
فهم ثلاثه متتاليات وهم ذو القعدة وذو الحجه وشهر الله المحرم والشهر الفرد هو شهر رجب .

سبب حرمة الأشهر الأربعة :-

وهذه الأشهر عندما تكلم عنها العلماء أو عن سبب أنها سميت بالاشهر الحرم قالوا لأن القتال قد حرم في هذه الأشهر .
وقيل أنها سميت بالأشهر الحرم لعظم الذنب فيها فإن الذنوب تعظم بعظم الاماكن والأزمان كما تعظم أجور الطاعات بعظم الاماكن والأزمان أيضا قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: “اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرمًا، وعظَّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم”.

سبب تحريم شهر ذي القعدة :-

فإن شهر ذو القعدة من الأشهر الحرم بغير خلاف، وهو أول الأشهر الحرم المتوالية. وقيل سبب تحريم هذا الشهر : إن تحريم ذي القعدة كان في الجاهلية لأجل السير إلى الحج، وسُمِّي ذا القعدة لقعودهم فيه عن القتال لذلك أخذ لفظ القعدة منه .

لذلك قال الله تعالي عنهم : (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36]، قال أئمة التفسير: “في كلِّهن، ثم خصَّ من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حُرُمًا، وعظّم حُرُماتهن، وجعل الذنبَ فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم”.

لذلك عباد الله: لقد أظلنا شهر ذي القعدة؛ وهو من الأشهر الحرم فاتقوا الله ولا تظلموا فيه أنفسكم فالمعصية فيه أعظم والحسنة فيه أفضل فاجتهدو فيه في الطاعات وابتعدوا عن المعاصي والمنكرات وتوبوا إلي رب الأرض والسماء فإن هذه من النفحات التي جعلها الله لأهل الأرض لكي يجددوا اتصالهم به سبحانه وتعالي فلا تكن من المحرومين في هذه الأيام .

وشهر ذو القعدة من أشهر الحج كما أخبرنا الله عزوجل قال الله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [البقرة: 197] وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: ” أَشْهُرُ الحَجِّ: شَوَّالٌ، وَذُو القَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الحَجَّةِ”، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: ” مِنَ السُّنَّةِ: أَنْ لاَ يُحْرِمَ بِالحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الحَجِّ” (صحيح البخاري).

فضل الإعتمار في شهر ذي القعدة :-

عباد الله إن شهر ذي القعدة من الأشهر التي يسن فيها الإعتمار فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في شهر ذي القعدة بل اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات كلهم في شهر ذي القعدة قَالَتْ السيدة عائشة رضي الله عنها: “لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ” (رواه ابن ماجه بسند صحيح).

وقَالَ سيدنا أَنَسٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وكان من المقربين للنبي صلى الله عليه وسلم وأدري الناس بالحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم-: “اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ” (متفق عليه).

قال الامام ابن القيم رحمه الله: “الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك”.

لذلك من تيسر له أداء العمرة في هذه الأيام فلا يضيع هذه الفرصة .

شهر ذي القعدة وسيدنا موسي عليه السلام:-

قال مجاهد في قول الله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً) قال الثلاثين ليلة هم شهر ذي القعدة (وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) قال: عشر ذي الحجة.
فعلى هذا التفسير يكون المقصود بـ(ثَلاثِينَ لَيْلَةً) هي ليالي شهر ذي القعدة التي واعد الله فيها سيدنا موسي عليه السلام فهذه ايام مباركات .

التعليقات مغلقة.