ما صحة حديث لم يُر للمتحابين مثل النكاح

لم يُر للمتحابين مثل النكاح يسأل بعض الناس عن هذا الحديث ويقولون ما صحة حديث لم يُر للمتحابين مثل النكاح لأننا نسمع بعض العلماء يضعف هذا الحديث وبعضهم يصححه ونحن في حيره من أمرنا وما معني هذا الحديث وما حكم الحب الذي يحدث بين الرجل والمرأة قبل الزواج هل هو حرام أم حلال وهذا ما سنجيب عليه إن شاء الله في هذه المقالة

ما صحة حديث لم يُر للمتحابين مثل النكاح:-

هذا الحديث رواه الإمام ابن ماجه رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة وفي أكثر كتبه بلفظ “لم ير للمتحابين مثل النكاح” ورواه لنا الإمام البيهقي رحمه الله بلفظ: “ما رأيت للمتحابين مثل النكاح”. وذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالي في لقاء الباب المفتوح أنه قد ضُعِف هذا الحديث .

شرح ابن عثيمين لحديث لم يُر للمتحابين مثل النكاح:-

بعد أن ذكر الشيخ إبن عثيمين رحمه الله الحديث وذكر أنه ضعيف قال رحمه الله تعالى” لكنه من الناحية الطبيعية أنه إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ -اي دخلت المحبة إلي قلب كل واحد منهم -فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة، قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها، – لحسن خلقها ولفرط أدبها فيخاف أن يسبقه إليها غيره-وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه-وتخاف هي أيضا أن يسبقها اليه غيرها -، لكن التواصل بين المتحابين على غير الوجه الشرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق وقصم الظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل. ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلا فالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة.انتهي كلام الشيخ إبن عثيمين.

اقرأ أيضاً

حكم رضاع الزوج من زوجته أثناء الجماع

حكم عرْض المرأة نفسَها على الرجل الصالح :-

فالمرأة إذا أحبت رجلاً فلتكلم ولي أمرها وهو يكلمه فهذا لا حرج فيه فإن من الأشياء المحلله في ديننا أنه إذا أحبت إمرأة رجلا لخلقه ولدينه فإنه ليس محرم أن تكلم وليها ووليها يقوم بتكليم ذلك الرجل للزواج منها إذا أراد ،فكان النساء يعرضن أنفسهن علي النبي صلى الله عليه وسلم ، وإحدي بنات شعيب قالت يا أبتي استاجره إن خير من استأجرت القوي الأمين وهي قد ألمحت المرأة الصالحة لرغبتها بالتزوج من موسى عليه السلام بقولها – كما قاله الله تعالى عنها – : ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) القصص فقام والدها بعرض الزواج علي سيدنا موسي عليه السلام بقوله ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ )
وقد بوب الإمام البخاري بقوله : باب ” عرْض المرأة نفسَها على الرجل الصالح ” .

ضوابط عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح للزواج:-

وكما قلنا أنه يجوز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ولاكن هناك عدة ضوابط
أولا /إن كان لها ولي فهو أولى بعرض ذلك علي الرجل التي تريد الزواج منه وكما قلنا فلا حرج في ذلك أبدا .
ثانياً /إن لم يكن هناك ولي لها ولم تجد أحدا كبيراً يتكلم عن لسانها فلتقم بعرض نفسها عليه في وجود أم له أو خالة أو عمه وذلك كما ذكرت أمانة الفتوي في موقع إسلام ويب حفظهم الله ويكون ذلك بالشروط الشرعيه وهي عدم الخضوع بالقول أو الكلام اللين الذي يجلب الفتنه إلي القلوب وأيضا لا تقوم بإرسال أي صور لها كما تفعل الفتيات في هذه الأيام وهذه من الأشياء التي تغضب الله عزوجل نسأل الله تعالي العفو والعافية من هذه الأشياء .

حكم العمل بحديث لم يُر للمتحابين مثل النكاح:-

كما تكلمنا في بداية المقالة أنه هناك من العلماء من ضعفه وهناك من صححه وهذا باب كبير بين العلماء والأئمة الذين تصدوا للجرح والتعديل قديما وحديثا لم يكونوا في درجة واحدة في التعامل مع الرواة، فمنهم المتشدد، ومنهم المتساهل، ومنهم من كان بين هذا وذاك ولاكن هنا لن ننظر إلي تضعيف الحديث وتصحيحه ولاكن سننظر إلي معني الحديث .

فإنه يجوز لنا الأخذ بمعني الحديث هنا فإن الإنسان إذا نظر إلي فتاة وأخذت بمجامع قلبه كما قال الإمام المناوي في فيض القدير فإنه -من أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا -والزواح هو الباب الذي يغلق باب الفتنه لذلك يجوز لنا أن نأخذ بمعني الحديث الشريف هنا .

وفي الختام بعد أن تكلمنا عن حديث لم يُر للمتحابين مثل النكاح وعن صحة الحديث والعمل به وآراء بعض العلماء فيه فندعوا الله تعالى أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما اللهم امين لو يوجد عندكم أي سؤال أو نصيحة يمكنك استفسار أو نصيحة يمكنكم تركه في التعليقات ويسعدنا الإجابة عليكم ولا تنسوا الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنسونا من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.