هل يشفع من مات صغيراً لوالديه وأين يذهب بعد موته هذا السؤال يسأل عنه كثير من الناس وسنجيب عليه إن شاء الله في هذه المقالة في موقع محمد رفاعي نسأل الله التوفيق والقبول والسداد اللهم امين ويمكنك مشاهدة ملخص ما ورد في هذه المقالة هنا في هذا الفيديو القصير فشاهده هنا 👇
اضغط هنا للتنقل بين عناصر الموضوع
هل يشفع من مات صغيراً لوالديه وأين يذهب بعد موته ؟
أولا هل يشفع الطفل الصغير الذي مات صغيراً لوالديه هذا هو السؤال الأول الذي سنجيب عليه ، قال العلماء أن الطفل الذي مات صغيراً يشفع لوالديه يوم القيامة وقد دلت علي ذلك الأحاديث النبوية فقد روي الإمام النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم
: يقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم.
فهذا الحديث يدل على أن الطفل الذي مات صغيراً يشفع لوالديه يوم القيامة فيقول الله له ادخل الجنه فيقول لن ندخل الجنه حتي يدخلها آباؤنا فيقول الله لهم ادخلوا الجنة أنتم واباؤكم.
أما المشركون فلا يشفع لهم أولادهم يوم القيامة لأنهم كفروا بالله تعالي لذلك لا تكون لهم شفاعة يوم القيامة قال الله تعالي في سورة المدثر[فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ].
هل يدخل أولاد الكفار الذين ماتوا صغاراً الجنة ؟
وهذا السؤال اختلف فيه العلماء إلي ثلاثة أقول:-
الرأي الأول قال إنهم يوم القيامه يعقد لهم يوم القيامه امتحان في أرض المحشر فمن وفق وأطاع فهو من أهل الجنة ومن لم يوفق وعصي فهو من أهل النار .
الرأي الثاني قال انهم يوم القيامه يحشرون مع آبائهم وليس له علاقة هل ماتوا صغاراً أم لا.
الرأي الثالث قال أن أولاد المشركين والكفار الذين ماتوا صغاراً هم من أهل الجنة وهذا إن شاء أقرب الأقوال إلي الصحة .
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله لما أخبر أنه رأى إبراهيم وحوله من مات من الأولاد على الفطرة قالوا: وأولاد المشركين، قال: وأولاد المشركين.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: أولاد المشركين خدم أهل الجنة. والحديث صححه الألباني رحمه الله ولأن الله تعالي قال[وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا] (الإسراء: 15)
وهذا الرأي الثالث هو الذي قال به الإمام النووي رحمه الله قال : والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة.
أين يذهب الطفل الصغير الذي مات صغيراً ؟
أما سؤال الناس عن أين يذهب الطفل الصغير الذي مات صغيراً فأجاب العلماء أن الأطفال الذين ماتوا صغاراً في كفالة سيدنا ابراهيم عليه السلام وكفالة السيدة سارة علي جبل في الجنة .
والدليل علي ذلك ما رواه الإمام أحمد رحمه الله و الإمام الحاكم والبيهقي رحمهما الله من حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة.
فدل هذا الحديث علي أنهم في كفالة سيدنا ابراهيم عليه السلام والسيدة سارة في جبل في الجنة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة.
ويؤيده ما رواه الإمام البخاري رحمه الله في حديث رحلة المعراج، وفيه: وأما الولدان الذين حوله – أي حول نبي الله إبراهيم عليه السلام في الجنة – فكل مولود مات على الفطرة، قال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين.
اقرأ أيضاً تفسير حلم الكلب في المنام الأسود الكبير والصغير
هل الأطفال الذين ماتوا صغاراً يسئلون في قبورهم؟
هذه المسألة فيها رأيين لأهل العلم ذكرهم الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح وكان ملخص كلامه :
الرأي الأول قال أن الأطفال الذين ماتوا صغاراً يسئلون في قبورهم وقالوا أنهم يسئلون في قبورهم لأنه شرعت الصلاة علي الطفل الذي مات صغيراً ولأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع منه في جنازة طفل صغير وكان يدعوا له
ففي الحديث الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في موطأ الإمام مالك أنه صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة صبي فسمع من دعائه: اللهم قه عذاب القبر.
وهناك رأي قال أنه لا يسأل في قبره إلا من وعي وعرف النبي صلى الله عليه وسلم فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه أم لا؟؟ فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه ما فكيف يقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟.
فهذا ملخص الكلام الذي ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح وهذا الأمر الأفضل ألا ينشغل الإنسان به لأن العلم به لا ينفع والجهل به لا يضر ، ولأن الله تعالي رحيم بالكبير فكيف تكون رحمته بالصغير .
هل الأطفال عصافير الجنه وطير من طيور الجنة ؟
هذا السؤال يسأل عنه كثير من الناس ويقولون هل الأطفال الذين ماتوا صغاراً طير من طيور الجنة أو يكون عصفورا في الجنة .
والإجابة علي هذا السؤال أنه لم يرد دليل يؤيد هذا الكلام أبدا أو يثبت أن الأطفال يكونوا عصافير في الجنة أو طيور في الجنة .
وأما الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عَنْ أمنا السيدة عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، قَالَتْ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا.
فمعني هذا الحديث كما الشيخ ابن باز رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب أن يعلم السيدة عائشة رضي الله عنها ألا تشهد لأحد بالجنة مهما كان حتي ولو كان طفلاً إلي آخر هذا الكلام.
وعموماً كلام الناس هل الأطفال الذين ماتوا صغاراً يكونوا عصافير في الجنة أو طيور في الجنة هذا الكلام لم يثبت فيه دليل صحيح.
هل يكبر الأطفال في الجنة ؟
وهذا السؤال اختلف فيه أهل العلم إلي أكثر من رأي :-
قال بعض أهل العلم أن أهل الجنة كلهم يكونوا في سن ثلاث وثلاثين حتي ولو مات صغيراً أو كبيراً فهذا الطفل الذي مات صغيراً يكون سنه في الجنة سن ثلاث وثلاثين وهذا الذي مات كبيراً أيضاً يكون سنه ثلاث وثلاثين.
فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ 🙁 يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ) والحديث رواه الإمام الترمذي وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
وهناك رأي آخر يقول أن من مات صغيراً يكون من خدام الجنة وهذا الرأي ذهب إليه بعض أهل العلم ، من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
والذي قالوا بهذا الرأي قالوا به لأن الله تعالي قال : ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) الواقعة ، وقوله تعالي : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) الطور ، وقول الله تعالي : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الإنسان .
التعليقات مغلقة.