هل الفراعنه كفار لأنهم لم يؤمنوا بالانبياء وسوف يدخلون النار ام أنهم يحاسبون حساب أهل الفترة الذين لم يصلهم رسول وجزاكم الله خيرا.
الإجابة……
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد؛
فإن العلماء اختلفوا في أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرساله الي عدة أقوال :-
الرأي الأول القائلين بدخول الفراعنة وأهل الفترة النار :-
قالوا أن كل لم تبلغهم الرساله أو كانوا من أهل الفترة فهم معذورن ولا يعذبون حتي تقام عليهم الحجه بدليل قول الله عزوجل في سورة الإسراء “مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً”
وأيضا بدليل قول الله تعالى في سورة الملك “تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ(8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) “
والشاهد من الآية أن الله عزوجل لم يدخل أحد النار إلا بعد أن أرسل إليه رسول أو نذير كما قال الله في الايات السابقه .
وقال الله أيضا في سورة طه” وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى “
وقال الله تعالى في سورة النساء “رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا “
والشاهد أيضا أن الله لا يعذبهم حتي يقيم عليهم الحجه كما هو موضح في الايات السابقة.
وأيضا ما رواه الإمام أحمد وصححه بعض العلماء منهم الإمام الألباني من حديث الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ: فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا”
وهذا من أدلة الفريق الأول .
الرأي الثاني القائلين بدخول الفراعنة وأهل الفترة النار :-
الرأي الثاني قال أن أهل الفترة يعذبون لأنهم ماتوا وهم كفار لأن الله عزوجل وجل قال” وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا “
وأيضا بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: “في النار” فلما قفى دعاه فقال: “إن أبي وأباك في النار”.
وقول الله تعالى “إن الله لا يغفر أن يشرك به”
وهذا مجمل الرأي الثاني .
ولاكن الاصح في هذه المسألة والأولي بالصواب كما قال العلماء ولكي لا تلغي الادله فإن الجمع بين الأدلة أولي من إلغاء الادله هو أنهم لا يدخلون النار حتي يمتحنهم الله عزوجل فإن نجحوا في هذا الإمتحان يدخلون الجنة وهو أن الله يأمرهم بدخول النار فمن يستمع ويطيع تكون هذه النار جنة له ومن يعصي يدخل النار نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة اللهم امين والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
لمشاهدة الفيديو :-
لو هناك اي سؤال يمكنك تركة في التعليقات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
التعليقات مغلقة.