Take a fresh look at your lifestyle.

لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا سبب الرعب

لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا سبب الرعب كثير من الناس يسألون عن هذه الآية ويقولون ماسبب الرعب ، ويقولون أيضاً أن الله تعالي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا ولملئت منهم رعبا فما الذي كان سيراه النبي ويخاف منه مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشجع الناس كل هذا سنتكلم عنه في هذه المقالة نسأل الله التوفيق والقبول والسداد اللهم امين.

لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا سبب الرعب

قال المفسرون في تفسير قول الله تعالى في سورة الكهف: “لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ” ، أن الله تعالي حمي أهل الكهف بالرعب حتي لا يستطيع أحد أن يصل إليهم ولكي يكونوا آية بعد ذلك .

أما بالنسبة للرعب فإنه لم يرد دليل من الوحي يبين ما هو سبب الرعب ولكن ما ورد في هذا كله كان اجتهاد من العلماء عليهم رحمة الله.

١- فقال بعض العلماء أن الله ألقي عليهم المهابة بحيث لا يستطيع أحد أن يقترب إليهم ولأن الإنسان دائماً يخاف من الشئ العظيم صاحب الهيبة.

٢- وقيل بعض العلماء أن الله جعل اظفارهم وشعورهم تطول فكان من ينظر إليهم يخاف منهم .

٣- وقال بعضهم أن الكلام في هذه الآية ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم بل بجميع الأمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأي أعظم من ذلك فرأي النار ورأي عذاب أهلها ولم يفر.

٤- وقال بعض العلماء سبب الرعب لأنهم كانوا نياما ولكن أعينهم كانت مفتوحة فمن يراهم يخاف منهم .

٥- وقال بعضهم لو اطلعت عليهم ولم تعلم قصتهم لملئت منهم رعبا ولحسبتهم لصوصا ولأن اللصوص يكون مكانهم الكهوف .

فهذه الاقول الخمس هي مجمل ما ورد من كلام العلماء في تفسير قول الله تعالى في سورة الكهف “لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ” .

تفسير العلماء لقول الله لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا

وقال الإمام الكلبي عن سبب الرعب : لأن أعينهم كانت مفتحة ، كالمستيقظ الذي يريد أن يتكلم ، وهم نيام .

قال الإمام الألوسي رحمه الله بعد كلام طويل عن آراء العلماء في سبب الرعب من أصحاب الكهف: أن الذي يميل القلب إليه أنه عليه الصلاة والسلام على القول بعموم الخطاب ليس من الأفراد المعنية به – أي أن الكلام عام لامة النبي وليس مخصص بالنبي -لأنه اطلع على ما هو أعظم منهم من ملكوت السموات والأرض .

وقال ابن عاشور رحمه الله صاحب كتاب التحرير والتنوير الخطاب لغير معين ثم قال ابن عاشور رحمه الله والمعنى : لو اطلعت عليهم ولم تكن علمت بقصتهم لحسبتهم لصوصا قطاعا للطريق ، إذ هم عدد في كهف ، وكانت الكهوف مخابئ لقطاع الطريق…

وقال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :”لما كان الله ألبسهم من الهيبة ، كي لا يصل إليهم واصل ، ولا تلمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب فيهم أجله “.

قصة حدثت مع الصحابة وأصحاب الكهف

وروي عن سعيد بن جبير رحمه الله عن سيدنا عبدالله ابن عباس رضي الله عنه قال : غزونا مع معاوية -رضي الله عنه- نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف ، فقال معاوية : لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم . فقال ابن عباس رضي الله عنهم : لقد منع ذلك من هو خير منك ، فقال : ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ) فبعث معاوية ناساً فقال : اذهبوا فانظروا ، فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحاً فأخرجتهم .

اقرأ أيضاً : درجة الأحاديث الواردة في قراءة سورة الكهف وفضلها

لماذا قدم الفرار على الرعب في سورة الكهف؟

بعض الناس يسأل ويقول في هذه الآية قدم الله تعالى الفرار علي الرعب مع أن الإنسان إذا خاف هرب وليس يهرب أولا ثم يخاف وقد قرأت بعض كلام العلماء في هذه الآية ومن هذه الآراء

أنه من عادة الإنسان أنه إذا رأى شيئاً يخاف منه فإنه يسرع بالفرار منه.. ولكن إذا هدأ خوفه واطمأنت نفسه وهدأت جوارحه بدأ يعيد النظر في ذلك الخوف أو الشئ الذي خاف منه ويجمع قوة نفسه و بدنه ليرجع ويواجه ذلك الخوف.. ولكن لحفظ الله لهؤلاء الفتية الكرام أن الله من عليهم أن من نظر إليهم وهرب منهم خوفا ثم هم بالرجوع إليهم مرة ثانية فإن الله تعالي يلقي في قلبه رعبا بحيث لا يرجع إليهم مرة ثانية لذلك أتت هذه الآية علي هذا الترتيب لكي يتم مراده سبحانه وتعالي وذلك من حفظ الله تعالي لهم والله تعالي أعلي وأعلم وأعز وأجل.

هل أصحاب الكهف كانت أعينهم مفتوحه ؟

قلنا قبل ذلك أن الله تعالي حمي أهل الكهف فألقى علي من يراهم الرعب لكي لا يرجع إليهم مرة ثانية وقد ورد في كلام المفسرين أو منهم من قال أن أعينهم كانت مفتوحة .

فقال الكلبي رحمه الله تعالى : لأن أعينهم كانت مفتحة ، كالمستيقظ الذي يريد أن يتكلم ، وهم نيام .

وقد تكلم العلماء أن الله تعالي كان يقلب أجسادهم يميناً وشمالاً كما قال العلماء لكي يحافظ عليها من التاكل أو لكي لا تأكلها الأرض.

وقالوا الله جعل أعينهم مفتوحة لكي يحافظ على أنسجة العين من التلف فالعين لو وضعت عليها عصابة لمدة عشر أيام تفقد نورها أو يفقد الإنسان البصر .

لذلك جعل الله تعالي من حكمته أعينهم مفتوحة لكي يحفظها من التلف
قال الله تعالى: “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا”.

التعليقات مغلقة.