لماذا لا يعطينا الله ما نطلبه والحكمة الإلهية من تأخير إجابة الدعاء ، لماذا ندعوا الله تعالي دائما ولا يستجيب لنا ؟ هذا السؤال يسأله كثير من الناس ، فالإنسان ربما يظل مدة يدعوا الله عزوجل وعندما يطول الوقت يحزن ويقول لماذا لا يعطيني الله عزوجل ما أريد ، وربما يحدث نفسه قائلا إذا كان الله يفعل ما يريده هو فلماذا أدعوا الله عزوجل فييأس ويترك الدعاء ولاكن هذا اليائس والضجر والقنوط يحدث للإنسان بسبب عدة أشياء منها وأهمها :-
قصر نظر الإنسان ، فالإنسان دائما يظن أنه علي حق ، ودائما يظن أنه يعرف ما ينفعه ، وإذا أتي الأمر علي غير مراده ييأس ويقنط من رحمة الله ، وكل هذا والله بسبب قصر نظر الإنسان ، فالله عزوجل يعلم ما ينفع الإنسان ، فربما تدعوا الله تعالي ولا يستجيب الله لك هذا الدعاء لأنه يعلم أن هذا الأمر لن ينفعك بل ربما يكون الضر فيه أكثر من النفع وربما يكون كله ضرر وليس فيه نفع أبدا ، لذلك لا يستجيب الله لك هذا الدعاء ويدخر لك الأفضل ، وهو عليم حكيم سبحانه وتعالى .
لماذا لا يعطينا الله ما نطلبه والحكمة الإلهية من تأخير إجابة الدعاء ؟
لذلك الله عزوجل لا يحقق لك ما أردته لأنه يعلم
١- أن هذا الأمر ليس فيه خير لك أبدا علي الإطلاق لذلك لا يحققه لك ، ولأن الله هو طبيبنا يعلم ما ينفعنا وما يضرنا ، فمثلا الطبيب لا يعطيك الدواء الذي تحبه ولاكن يعطيك الدواء الذي تحتاج إليه ليكون سببا في شفاؤك ، ولله المثل الأعلى فالله تعالى يعلم ما ينفعك وما يضرك .
٢- الله عزوجل ربما لا يعطيك ما أردته لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن هذا ليس هو الوقت المناسب لكي يحقق لك فيه ما أردته لأنه يعلم أنه لو حقق له هذا الشئ في هذا الوقت سيكون ضرره أكبر من نفعه
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ قَالَ يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ) رواه مسلم.
٣- ربما لا يعطيك الله تعالي ما أردته في ذلك الوقت ، لأنه سبحانه وتعالي ربما يدخر لك ما هو أفضل لك لذلك يحدث اليأس للإنسان بسبب عدم معرفته الكاملة بالله تعالي .
٤- ربما لا يعطيك الله تعالي ما أردته في ذلك الوقت لأنه رفع عنك بلاء بمثل هذا الدعاء ، وانت لا تعلم لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
«ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.. قال الصحابة رضوان الله عليهم: إذن نكثر، فرد النبي عليه الصلاة والسلام: الله أكثر».
٥- ربما لا يستجيب الله لك الدعاء في الدنيا لأنه يدخر لك هذا الدعاء وسيجزيك عليه في الآخرة وذلك كما رأينا في الحديث السابق ، ولأن الذين دعوا الله تعالي في الدنيا ولم يستجيب لهم تكون مكافئتهم يوم القيامه أعظم وأكبر .
٦- ربما لم يستجب الله لك بسبب المأكل الحرام والمشرب الحرام فمن موانع إستجابة الدعاء أكل الحرام
فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله طيب لا يقبل الا طيبا …) الحديث، وفيه: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (رواه مسلم).
٧- ربما لا يستجيب الله تعالي لك في الوقت الحالي بسبب أنه يحب أن يختبرك بتأخير إجابة الدعاء والإمام إبن الجوزي رحمه الله كان له كلام جميل جدا في هذا الأمر يقول :-
” رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثرا للإجابة؛ فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر، وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب؛ ولقد عرض لي من هذا الجنس؛ فإنه نزلت بي نازلة فدعوت فلم أر الإجابة، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده، فتارة يقول: الكرم واسع، والبخل معدوم، فما فائدة التأخير! فقلت له: اخسأ يا لعين، فما أحتاج إلى تقاضي، ولا أرضاك وكيلا!
ثم عدت إلى نفسي فقلت: إياكِ و مساكنةَ وسوسته، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو، لكفي في الحكمة، قالت: فسلِّني عن تأخير الإجابة في مثل هذه عالنازلة! فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز و جل مالك، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء؛ فلا وجه للاعتراض عليه.
إقرأ أيضاً هنا 👇👇