Take a fresh look at your lifestyle.

خطبة مكتوبة عن محبة الله تعالي

خطبة مكتوبة عن محبة الله تعالي بداية الخطبة 👈 إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .

خطبة مكتوبة عن محبة الله تعالي

أُمًّا بَعْد مَعَاشِرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عِبَادُ اَللَّهِ ، إن أجلّ مقامات العابدين ، وأعظم منازل السائرين ، محبةُ رب العالمين وخالق الخلق أجمعين ، محبة الله الذي لا إله إلا هو ، محبة الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار المتكبر ، محبة الخالق البارئ المصور، محبة ذي الجلال والإكرام ، محبة الرب العظيم سبحانه ، الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا .

فإن هذه المحبة عبادَ الله ، روح الدين وغذاء الأرواح ، وأساس السعادة ، وقوام الأعمال وقوام الدين ، هذه المحبة عبادَ الله، هي الحياة التي من حرمها ،كان من جملة الأموات، والنورُ الذي من فقده، غرق في بحار الظلمات ، والشفاءُ الذي من عُدمه ، توالت على قلبه أنواع الأسقام ، واللذةُ التي من حُرمها ، توالت عليه الهموم والآلام .

محبةُ الله عباد الله ، هي أساس السعادة ، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة ، محبة الله تبارك وتعالى ، هي الجالبة للأعمال ، المحققةُ للكمال ، البالغةُ بالعبد إلى خير المقامات وعالي المنازل محبة الله جل وعلا ، شأنها عظيم ، وأمرها جليل، ومكانتها في دين الله رفيعة.

وكان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام، كما في سنن الترمذي وغيره ﴿اللهم إني أسألك حبّك ، وحبَّ من يحبك ، وحبَّ العمل الذي يقربني إلى حبك﴾ وجاء عنه عليه الصلاة والسلام ،كما في صحيح البخاري وغيره .

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلي الله عليه وسلم قال ﴿إن الله إذا أحب عبده ، نادى جبريل ، إني أحب فلانا فأحبَّه ، فيحبه جبريل ، وينادي جبريل في أهل السماء ، إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ، ثم يطرح له القبول في الأرض﴾ وهذا هو معنى قول الله سبحانه ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ .

ثمار محبة الله تعالي للعبد

وثمار المحبّة وآثارها ، وفوائدها وعوائدها ، على المحبِّين في الدنيا والآخرة ، لا حصر لها ولا عد ، ويكفي المحبَّ ، أن الله تبارك وتعالى معه مؤيّدا وحافظا ، ومسدِّدا وموفِّقا، كما سيأتي دليل ذلك في كلام النبي صلي الله عليه وسلم .

معاشر المؤمنين ..وفي خضم توالي الفتن، وكثرة الصوارف وتنوع الملهيات والصوادّ ، التي بُلي بها الناس ، في خضم ذلك كلّه ، تضعف محبة الله في القلوب ، ويضعف تبعا لذلك آثارُها وثمارُها وموجباتها ، وهذا مقامٌ عبادَ الله ، يتطلب من العبد عودة صادقة بنفسه إلى الله، باحثا عن سبيل نيل محبة الله تبارك وتعالى ، متطلبا الأمور الجالبة إلى قلبه محبةَ الله ، ليعود إلى قلبه صفاؤُه ونقاؤه ، وبهاؤه وضياؤه، وذلك بعمارته بمحبة الله جل وعلا، عباد الله..

أسباب محبة الله تعالي للعبد

وهذه وقفة أُذّكِر فيها بجملة من الأمور العظام، التي تجلب إلى القلوب محبّة ذي الجلال والإكرام ،

١- فأول ذلك عباد الله، عناية صادقة بكتاب الله ، تدبرا وتأملا ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾ وعندما تقرأ القرآن ، لا يكن همك ختم السورة ، وليكن همك عقلُ الخطاب وفهمُ المراد ، فهذا أيها المؤمن من أعظم الأمور ، الجالبة لمحبّة الله جل وعلا ، أن تتأمل في كلامه العظيم ، وذكره الحكيم الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾

٢- ومن الأمور الجالبة للمحبة عباد الله ، العناية بالنوافل بعد الفرائض ، فهذا أمر عظيم ، يجلب للقلوب المحبة، ويغذي القلوب بها ، وتأمّلوا شاهد ذلك ودليله ، فيما جاء في صحيح البخاري وغيره ، عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال ﴿من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء ، أحبَّ إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه﴾ والمعنى ، أن الله سبحانه يؤيده ويسدده ، في سمعه وبصره ، وفي قدمه ويده ، وفي جميع أحواله.

٣- ومن الأمور الجالبة للمحبة عباد الله ، إيثار محابِّ الله ، على محابِّ نفسك ، وتقديمها على ما تحب ، مهما كانت رغبة النفس ومهما كان طلبها ، وقد جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ﴿ثلاث من كن فيه ، وجد بهنّ حلاوة الإيمان ، أن يكون الله ورسوله ، أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر ،كما يكره أن يقذف في النار﴾

٤- ومن الأمور الجالبة للمحبة عباد الله ، معرفة أسماء الله الحسنى ، وصفاته العليا ، فإن العبد كلما كان أعظم معرفة بالله ،كان لله أحب ، ولعبادته أطلب ، وعن معصيته أبعد وشاهد، ذلك في قول الله تبارك وتعالى ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ ومن الأمور الجالبة للمحبة عباد الله، تذكُر نعم الله وآلائه ، وإحسانه وبِرّه ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ﴾ فإذا تذكرت نعم الله عليك ، ومننه المتوالية ، وعطاياه المتتابعة ، تحركت في قلبك المحبة ، وزاد شأنها ، وارتفع مقامها ، تأمل مَن الذي خلق لك هذا الجسم الجميل ، ومَن الذي شقّ لك سمعك وبصرك ، ومَن الذي منّ عليك بيديك وقدميك ، ومَن الذي منّ عليك بمطعمك ومشربك ، وصحتك وعافيتك ، مَن الذي منَّ عليك بالمسكن والأولاد ، والأمن والأمان ، إلى غير ذلك من النعم والعطايا ، وقد كان نبينا كما ثبت في الصحيح

كان عليه الصلاة والسلام ، إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، تذكر نعم الله جل وعلا ، وقال مثنيا وحامدا ﴿الحمد الذي أطعمني وسقاني ، وكفاني وآواني وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي﴾

– ومن الأمور الجالبة للمحبة عباد الله ، مجالسة أهل الصلاح والتقى ، والإيمان والاستقامة ، والاستفادة من أطايب أقوالهم ، ومحاسن أعمالهم ، وجميل أخلاقهم وآدابهم ﴿والمرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل﴾ كما ثبت ذلك ، عن نبينا صلي الله عليه وسلم في سنن أبي داود وغيره ، ومن الأمور الجالبة للمحبة عباد الله ، أن يبتعد المرء عن الأمور التي تحول بين القلب ، وبين ربه ومولاه ، وما أكثرها في هذا الزمان ، كم هي الأمور الصارفة ، والأمور المبعدة للقلوب عن محبة الله ، ولنتأمل ذلك في تلك القنوات ، التي بُلي بها الناس في هذا الزمان، والشبكات العنكبوتية التي عمَّت وطمَّت ، وغير ذلك من الوسائل والملهيات ، التي شغلت القلوب ، وأمرضت النفوس ، وأضعفت الإيمان ، وحالت بين القلوب وبين محبة الرحمن ، فمن كان يريد لقلبه ، محبّة صافية ومحبة صادقة ، فليقطع كل طريق يحول بينه وبين المحبّة ، ولا يكون حاله كحال من قال ألقاه في اليمِّ مكتوفا وقال له **إياك إياك أن تبتل بالماء ، فهذا أمر لا سبيل إلى نيله ، والحالة هذه ، إلا من عاد صادقا إلى ربه طالبا رضاه ، وطالبا محبته سبحانه ،فبذلك تُنال ، وهذا هو سبيلها اللهم إنا نسألك حبك ، وحب كل من يحبك ، وكل عمل يقربنا إلى حبك ، إنك سميع الدعاء وأنت أهل الرجاء وأنت حسبنا ونعم الوكيل .



الخطبة الثانية عن محبة الله تعالي


الحمد لله عظيم الإحسان ، واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد عباد الله… روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلي الله عليه وسلم أمَّر أميرا على سرية ، فكان يصلي بهم ويقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ سورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فأشكل هذا الأمر على من معه من الصحابة فلما رجعوا إلى النبي صلي الله عليه وسلم ذكروا له خبره فقال لهم عليه الصلاة والسلام اسألوه لأي شيء فعل ذلك فسألوه فقال لأن فيها صفة الرحمن وأنا أحب الرحمن تأملوا تأملوا جوابه رعاكم الله قال: لأن فيها صفة الرحمن وأنا أحب الرحمن فقالوا للنبي r فقال عليه الصلاة والسلام ﴿ارجعوا إليه وأخبروه أن الله يحبّه﴾ وفي رواية ﴿أخبروه أن حبّك إياها أدخلك الجنة﴾

فانظر أيها المؤمن قراءة القرآن ومعرفة أسماء الرحمن وصفاته العليا والعناية بها تأملا وتدبرا من أعظم الأمور الجالبة لمحبة للرحمن والموجبة لدخول الجنان والنجاة من النيران رزقنا الله جميعا ذلك ، رينا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننا من الخاسرين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ،

اقرأ أيضاً:- خطبة عن الصحبة والتحذير من جلساء السوء

التعليقات مغلقة.