حكم التبول واقفا والاستنجاء عند كل صلاة أو وضوء من الأشياء التي يسأل عنها كثير من الناس بسبب وجود أدوات حديثه تتيح للإنسان أن يتبول وهو واقف مثل المراحيض الحديثة أو المباول الموجودة في كل مكان لذلك يسأل عن هذا الأمر كثير من الناس ممن أهمهم أمر دينهم ولأن بعض الناس يظن أنه لو تبول وهو واقف فإنه يكون بذلك ارتكب معصية ويكتب عليه كثير من السيئات بسبب أنه خالف كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسنجيب إن شاء الله على هذه الأسئلة نسأل الله التوفيق والقبول اللهم آمين.
اضغط هنا للتنقل بين عناصر الموضوع
حكم التبول واقفاً في المبولة أو الحوض
عندما تكلم العلماء في هذه المسألة فمنهم من أجاز للإنسان أن يتبول واقفا ومنهم من منع وكل منهم استدل بحديث وسنذكر الآراء ونذكر الراجح بعد ذلك إن شاء الله.
١- الرأي الأول الذي قال أنه يجوز للإنسان أن يبول قائما استدلوا بحديث سيدنا حذيفة رضي الله عنه
فعَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ انْتَهَى إلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، فَتَنَحَّيْتُ، فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَوْتُ حَتَّى قُمْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.
فقالوا أن سيدنا حذيفة رضي الله عنه رأي النبي يبول قائماً فهذا دليل على جواز البول قائماً أو واقفاً.
٢-الراي الثاني قالوا أنه لا يجوز للإنسان أن يبول قائماً أو واقفاً واستدلو بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها والتي قالت فيه : مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُولُ إلَّا جَالِسًا. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَصَحُّ.
-وايضا استدلوا بحديث سيدنا جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ قَائِمًا. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
فقالوا بناءا على الحديثين السابقين فإنه لا يجوز للإنسان أن يبول واقفا .
حكم البول واقفاً أو قائما الجمع بين الرأيين
ولكن يمكن الجمع بين الرأي الأول والرأي الآخر أن كلام السيدة عائشة أن النبي كان لا يبول إلا جالسا فهذا لانها ربما لم تري النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته لم يبول واقفاً لذلك قالت هذا الكلام ولأن غالب الأمر أن الإنسان عندما يكون في البيت لا يتبول إلا جالسا وهذا اجتهاد من أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها .
ولأن السيدة عائشة نفت التبول واقفاً والأحاديث الأخري أثبتت التبول واقفاً وكما هو معلوم عند العلماء أن المثبت مقدم على المنفي .
ولأن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا ينظرون إلي كل فعل يفعله النبي صلى الله عليه وسلم خارج البيت وسيدنا حذيفة من أعلم الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فكلاهه رضي الله عنه يؤخذ به ولا حرج في ذلك أبدا .
وأما حديث سيدنا جابر رضي الله عنه والذي قال فيه : أن الرسول نهى عن البول قائمًا، فهو حديث ضعيف، لا يصح عن النبي ﷺ؛ لأنَّ في إسناده مَن لا يُحتج به كما قال العلماء .
الرأي الراجح في التبول واقفا
والرأي الراجح في حكم التبول واقفاً أنه يجوز للإنسان أن يتبول واقفاً أو قائما إذا أمن الإنسان أن لا يصيبه رشاش البول أو يرتد عليه البول عند التبول كان يتبول على مكان مرتفع فيرتد إليه البول مرة ثانية فتصيبه النجاسة ولأننا وضحنا أنه يمكن الجمع بين الأدلة كما قلنا في العنصر السابق ولأن السيدة عائشة رضي الله عنها رأت ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في البيت وهذا لا ينفي الوقوع مطلقا والله أعلم .
حكم الاستنجاء عند كل وضوء أو كل صلاة
بعض الناس يظن أنه إذا دخل وقت الصلاة فإنه يجب عليه قبل الوضوء أن يدخل إلي الحمام أو الخلاء لكي يستنجي وهذا فهم خاطئ فإن الإنسان لا يجب عليه الاستنجاء إلا إذا خرج منه بول أو غائط أو مذي أو مني فإنه إذا خرج منه أي شيء من هذه الأشياء السابقة فإنه يجب عليه أن ينظف المكان الذي خرجت منه هذه الأشياء أما إذا لم يخرج منه شئ فلا يجب عليه الاستنجاء بل يتوضأ مباشرة .
هل يجب الاستنجاء بسبب خروج ريح
وبعض الناس يظن أن إذا خرج منه ريح فيجب عليه أن يدخل إلي الحمام لكي يقوم بالاستنجاء وهذا فهم خاطئ أيضاً فمن خرج منه ريح فإنه لا يجب عليه الاستنجاء بل يتوضأ مباشرة ولا شيء عليه وصلاته صحيحة.
هل يجب الاستنجاء من مس الفرج
وأما من مس فرجه أيضا فإنه لا يجب عليه الاستنجاء بل يكفي الوضوء فقط عند الصلاة لأن مس الفرج لا يوجب الاستنجاء إلا إذا خرج من الإنسان مذي فإنه يجب عليه أن يغسل العضو الذكري والخصيتين ثم يتوضأ بعد ذلك وصلاته صحيحة ولا يجب عليه غسل طالما لم يخرج منه مني لأن هناك فرق بين المني والمذي وسوف نوضح ذلك في العنصر القادم.
اقرأ أيضاً هنا
حكم صلاة الجنب بوضوء فقط دون غسل
ما الفرق بين المني والمذي
الفرق بين المني والمذي أن المني يخرج عند الجماع أو الاستمناء باليد والاستمناء باليد محرم والمني عند خروجه يخرج على دفعات ويخرج بشهوة ويعقب ذلك فتور في الجسد وتكون هناك رائحة كرائحة طلع النخيل أو رائحة العجين ويجب منه الغسل .
أما المذي فإنه يخرج عند التفكير في الجماع وهو في النساء أكثر من الرجال ولا يعقب خروجه فتور ولا يخرج بشهوة ويجب منه الوضوء وغسل الذكر والأنثيين عند الرجل والقبل عند المرأة ويجب غسل ما أصاب الملابس إن أمكن أو النضح بالماء
ودليل ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن سهل بن حنيف قال : كنت ألقى من المذي شدة وكنت اكثر من الاغتسال فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ” إنما يجزئك من ذلك الوضوء . قلت : يا رسول الله فكيف بما يصيب ثوبي منه ؟ قال : يكفيك بأن تأخذ كفاً من ماء فتنضح بها ثوبك حيث تُرى ( أي تظنّ ) أنه أصابه ” ورواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح.
كيف أغتسل من الجنابة والحيض والنفاس
إذا أردت معرفة الغسل من الحيض والجنابة والنفاس فيمكنكم مشاهدة هذا الفيديو هنا 👇👇
التعليقات مغلقة.